السبت، 31 مايو 2014

شرح حصن المسلم من اذكار الكتاب والسنة4

الذكــــــــــــــــر عنـــــــــــد الوضـــــــــــوء ...


{ بســــــــــم اللـــــــــــــــه } . [ أبو داود وأبن ماجه وأحمد ]

* صحابي الحديث : أبو هريرة وغيرة رضى الله عنه .

والحديث بتمامة ، هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) . 

قال ولي الله الدهلوي رحمة الله - في " الحجة " : (( هو نص على أن التسمية ركن أو شرط ، يحتمل أن يكون المعنى لا يكمل الوضوء ، لكن لا أرتضي بمثل هذا التأويل البعيد ، الذى يعود بالمخالفة على اللفظ )) . أنتهي .

الــــذكــــر بعــــد الفـــراغ مــــن الــــوضـــــوء ...

{ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ... }[ مسلم ].

* صحابي الحديث : عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه.

قوله : " أشهد " ، أي: أقر بقلبي ناطقاً بلساني؛ لأن الشهادة نطق وإخبار عما في القلب.

وأصلها  أي : الشهادة  من شهود الشيء ؛ أي : حضوره ورؤيته؛ فكأن هذا المخبر عما في قلبه الناطق بلسانه، كأنه يشاهد الأمر بعينه.

قوله: " لا إله إلا الله " ، أي : لا معبود حقٌّ  أو بحق  إلا الله تعالى.

قوله : " وحده " توكيد للإثبات.

قوله : " لا شريك له " توكيد للنفي.

قوله : عبده " وصفه بالعبد لأنه أعبد الناس، وأشدهم تحقيقاً لعبادة الله تعالى.

قوله: " ورسوله " وصفه بالرسول ؛ لأنه حمل الرسالة العظيمة  وهي الإسلام  إلى الناس كافة.

وجاء في نهاية الحديث قوله صلى الله عليه وسلم ، في جزاء من قال هذا الذكر:إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ). [ حديث صحيح ]

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابينَ, واجْعَلْنِي مِنَ الْـمُتَطَهِّرِينَ} [ الترمذي].

* صحابي الحديث : عمر بن الخطاب رضي الله عنه.قوله : "التَّوَّابين " جمع توَّاب، وهي صفة مبالغة، والتوبة هي الرجوع من معصية الله تعالى إلى طاعة الله تعالى.

قال العلماء : التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي، فلها ثلاثة شروط :
1- أن يقلع عن المعصية،
2- أن يندم على فعلها، 

3- أن يعزم ألا يعود إليها أبداً ؛ فإن فُقِدَ أحدُ الثلاثة لم تصح التوبة.

وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من صاحبها؛ فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، وإن كانت حدَّ قذف ونحوه مَكَّنَه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحلَّهُ منها.

ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها، صحت 
توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي.
واعلم أن التوبة لابد أن تكون في زمن تقبل فيه؛ فإن تاب في زمن لا تقبل فيه لم تنفعه التوبة.

والزمن الذي لا تقبل فيه التوبة هو حين الغرغرة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) [ رواه الترميذي ] ؛ والغرغرة هي: وصول الروح الحلقوم, وحين طلوع الشمس من مغربها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : من تاب قبل أن تطع الشمس من مغربها تاب الله تعالى عليه ) [ رواه مسلم].

قوله : المتطهرين " : جمع متطهر؛ صفة مبالغة، والطهارة هي النظافة ورفع الحدث أو إزالة النجس.

ولما كانت التوبة طهارة الباطن عن أدران الذنوب، والوضوء طهارة الظاهر عن الأحداث المانعة عن التقرب إلى الله تعالى، ناسب الجمع بين هذا الحديث وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} البقرة : 222

{ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ, أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَه إلاَّ أَنْتَ, أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إلَيْكَ } [ النسائي في عمل اليوم والليلة ].

* صحابي الحديث : أبو سعيد الخدري؛ سعدبن مالك رضي الله عنه.

قوله : سبحانك اللهم وبحمدك " سبحان اسم أقيم مقام المصدر وهو التسبيح، منصوب بفعل مضمر تقديره أسبحك تسبيحاً ؛ أي: أنزهك تنزيهاً من كل السوء والنقائص، وقيل: تقديره أسبحك تسبيحاً مقترناً بحمدك.

قوله : أستغفرك " ، أي : أطلب مغفرتك.
قوله : " أتوب إليك " ، أي : أرجع إليك.

وجاء في نهاية الحديث؛ قوله صلى الله عليه وسلم في جزاء مَن قال هذا الذكر: (( كتب في رق ثم طبع بطابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة )) [ أخرجه النسائي ].


أذكــــــار الخــــــــــــروج مــــــــــن المـــــــــنزل ..
{ بِسْمِ اللهِ ، تَوَكَّلْـتُ عَلى اللهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُـوَّةَ إِلاّ بِالله }. [أبو داود و الترمذي ] .


* صحابي الحديث : أنس بن مالك رضي الله عنه.
وجاء في نهاية الحديث ؛ قوله صلى الله عليه وسلم:يُقال له:كُفِيتَ وَوُقِيتَ وهُدِيتَ، وتنحَّى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجلٍ قد هُدي وكفي ووقي؟ ).

قوله : 
بسم الله " أي : بسم الله أخرج.

قوله : 
توكلت على الله " أي : فوضت جميع أموري إليه سبحانه وتعالى.

قوله : " 
يقال له " يجوز أن يكون القائل هو الله تعالى، ويجوز أن يكون ملك من الملائكة.

قوله : 
كفيتأي : صرف عنك الشر.

قوله : 
ووقيت " أي : حفظت عن الأشياء الخفية عنك من الأذى والسوء.

قوله : " 
وهديت " إلى طريق الحق والصواب، حيث وفقت على تقديم ذكر الله تعالى، ولم تزل مهدياً في جميع أفعالك، وأقوالك، وأحوالك.

قوله : " 
وتنحى عنه " أي : بعد عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر - يَقْصِدُ أذاه، وإخلاله :كيف لك برجل ) ، يعني : ما بقي لك يد في رجل قد هُدي بذكر الله، وكُفي شرك، وَوقي من مكرك وكيدك.

{ اللّهُـمَّ إِنِّـي أَعـوذُ بِكَ أَنْ أَضِـلَّ أَوْ أُضَـل ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَل ، أَوْ أَظْلِـمَ أَوْ أَُظْلَـم ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُـجْهَلَ عَلَـيّ } . [صحيح الترمذي ]


* صحابية الحديث :أم سلمة ؛ هند بنت أبي أمية المخزومية  زوج النبي صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها.

قوله : 
أنْ أَضِلَّ " أي : أن أضل في نفسي، والضلال الذي هو نقيض الهدى، وفي الأصل ضل الشيء إذا ضاع، وضل عن الطريق إذا حار.

قوله: 
أو أُضَل " أو أن يضلني غيري.

قوله : 
أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ " كلاهما من الزلة ؛ أي : الخطأ ؛ ومعنى الأول : أن أخطئ من نفسي أو أوقع غيري به ، ومعنى الثاني : أن يوقعني غيري فيه.

قوله : " 
أو أَظلِم، أو أُظلَم " من الظلم, وهو وضع الشيء في غير محله؛ معنى الأول : أن أظلم غيري، أو نفسي، ومعنى الثاني : أن يظلمني غيري.

قوله : " 
أو أَجهل, أو يُجهل عليَّ " معنى الأول : أن أفعل فعل الجهلاء، أو أشتغل في شيء لا يعنيني،ومعنى الثاني: أن يجهل غيري علي؛ بأن يقابلني مقابلة الجهلاء بالسفاهة، والمجادلة...، ونحوهما.



وفي هذا تعليم لأمته صلى الله عليه وسلم، وبيان الطريقة في كيفية استعاذتهم عند خروجهم من منازلهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق