السبت، 31 مايو 2014

شرح حصن المسلم من اذكار الكتاب والسنة2

استكمال لموضوع1

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ ) .. " صحيح الترميذي "

* صحابي الحديث : أبو هريرة رضي الله عنه .

قوله : " ترة " ، أي : نقص وحسرة وندامة .

قوله : " فإن شاء عذبهم " ، أي : على تقصيرهم بعدم ذكر الله أو الصلاة على النبي " صلى الله عليه وسلم " في مجالسهم التي جلسوا فيها .

قوله : " وإن شاء غفر لهم " : ، أي : فضلا منه ورحمة .

وفيه إشارة أنهم إذا ذكروا الله تعالى لم يعذبهم حتماً ، بل يغفر لهم جزماً .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً ).. " سنن أبو داود " صحيح الجامع "

* صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه .

قوله : " عن مثل جيفة حمار " ، أي : أن الذين يقومون مجلس فيه جيفة حمار ، لا يحصل لهم إلا روائح متنة كريهة مضرة ، ولا يقومون إلا وهم بندامة وحسرة من ذلك ، فكذلك القوم الذين يقومون عن مجلس بغير ذكر الله تعالى ، لايحصل لهم إلا ذنوب الأباطيل ، واللغط من الكلام ، وأشياء تضر الآخرة ، ولم يزالوا فى ندامة وحسرة .

قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ تِرَةٌ وَمَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ تِرَةٌ ) .. "سنن ابي داود " .

* صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه .

يعني : من جلس مجلساً لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة ، أي : نقص ، أصلة من ترة يترة ، ومنه قوله تعالى : ( وَلَنْ يَتِرَكُمْ ) .

قال الزمخشري - رحمة الله - : 
من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا من ولد أو أخ أو حميم ، وحقيقته أفردته من قريبه أو ماله ، من الوتر : وهو الفرد ، فشبه إضاعة عمل العامل ، وتعطيل ثوابه بوتر الواتر ، وهو من فصيح الكلام ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " من فاتته صلاة العصر فكنما وتر أهله وماله " رواه البخاري .
أي : أفرد عنهما قتلاً ونهباً .

وأشار صلى الله عليه وسلم بذلك إلى أنه على العبد أن يستغرق جميع أوقاته ، فى جميع أحواله بذكر الله تعالى ولا يفتر عنه ، فإن تركه حسرة وندامة .

أذكــــــــــــــار الأستيغاظ من النــــــــــوم ...

" الحَمْـدُ لِلّهِ الّذي أَحْـيانا بَعْـدَ ما أَماتَـنا وَإليه النُّـشور ". [البخاري مع الفتح ومسلم ]

* صحابي الحديث : حذيفة بن اليمان ، والبراء بن عازب رضي الله عنهما .

قوله : " بعدما أماتنا " المراد من هذه الإماتة النوم .

قوله : " وإليه النشور " أي : الإحياء للبعث يوم القيامة .

فنبه صلى الله عليه وسلم بإعادة اليقظة بعد النوم - الذي هو موت - على إثبات البعث بعد الموت .


" لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحْـدَهُ لا شَـريكَ له، لهُ المُلـكُ ولهُ الحَمـد، وهوَ على كلّ شيءٍ قدير، سُـبْحانَ اللهِ، والحمْـدُ لله ، ولا إلهَ إلاّ اللهُ واللهُ أكبَر، وَلا حَولَ وَلا قوّة إلاّ باللّهِ العليّ العظيم رَبِّ اغْفرْ لي ". [البخاري مع الفتح].

* صحابي الحديث : عبادة بن الصامت رضى الله عنه .

وجاء فيه : " من قال ذلك غفر له ، فإن دعء استجاب له ، فإن قام فتوضأ ثم صلى قلبت صلاته " .

قوله : " لا إله إلا اله " اعلم أن هذه الكلمة التوحيد بالإجماه ، وهي مشتملة على النفي والإثبات ، فقوله :" لا إله " نفي لألوهية عن غير الله ، وقولة : " إلا الله " إثبات لألوهية لله تعالى ، وبهاتين الصفتين صارت كلمة الشهادة والتوحيد .

وخبر " لا " التي لنفي الجنس محذوف تقديره : لا إله حق - أو بحق - إلا الله تعالى .

وقوله : " لا شريك له " تأكيد لقوله : " وحده " لأن الواحد لا يكون له شريك .

وقوله : " له الملك " المُلك بضم الميم يعم ، والمِلك بكسر الميم يخص .

قوله : " له الحمد " أي : جميع حمد وثناء أهل السماوات والأرض ، وجميع الحامد .

قوله : " سبحان الله " سبحان : علم للتسبيح كعثمان علم للرجل ، وانتصابه بفعل مضمر متروك إظهاره ، تقديره : أُسبح الله سبحانه ، بمعني : تسبيحاً ، ثم نزل " سبحان " منزلة الفعل فسد مسده ، ومعني التسبيح : التنزيه عما لا يليق به سبحانه وتعالى ، من الشريك والولد والصتحبه والنقائص مطلقاً .

قوله : " الله أكبر " أي : هو سبحانه أكر وأعظم من كل شئ .

قوله : " ولا حول ولا قوة إلا بالله " : أي : لا يتوصل إلى تدبير أمر وتغير حال إلا بمشيئته ومهونته سبحانه .

قوله : " رب اغفر لي " أي : يارب استر ذنوبي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق